سورة الحج - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


قوله تعالى: {المُلْكُ يومئذ} أي: يوم القيامة {لله} من غير منازع ولا مدَّع {يحكُم بينهم} أي: بين المسلمين والمشركين؛ وحكمه بينهم بما ذكره في تمام الآية وما بعدها. ثم ذكر فضل المهاجرين فقال: {والذين هاجروا في سبيل الله} أي: من مكة إِلى المدينة.
وفي الرزق الحسن قولان:
أحدهما: أنه الحلال، قاله ابن عباس.
والثاني: رزق الجنة، قاله السدي.
قوله تعالى: {ثم قُتِلوا أو ماتوا} وقرأ ابن عامر: {قُتِّلوا} بالتشديد.
قوله تعالى: {لَيُدْخِلَنَّهم مُدْخَلاً} وقرأ نافع بفتح الميم {يرضونه} يعني: الجنة. والمدخل يجوز أن يكون مصدرا، فيكون المعنى: ليدخلنهم إدخالاً يكرمون به فيرضونه؛ ويجوز أن يكون بمعنى المكان. و{مَدخلاً} بفتح الميم على تقدير: فيدخلون مدخلاً. {وإِن الله لعليم} بنيّاتهم {حليم} عنهم.


قوله تعالى: {ذلك} قال الزجاج: المعنى: الأمر ذلك، أي: الأمر ما قصصنا عليكم {ومن عاقب بمثل ما عُوقب به} والعقوبة: الجزاء؛ والأول ليس بعقوبة، ولكنه سمي عقوبةً، لاستواء الفعلين في جنس المكروه، كقوله: {وجزاء سيِّئةٍ سيِّئةٌ مثلها} [الشورى: 40] لما كانت المجازاة إِساءة بالمفعول به سمِّيت سيِّئة، ومثله: {الله يستهزئ بهم} [البقرة: 15]، قاله الحسن. ومعنى الآية: من قاتل المشركين كما قاتلوه {ثُمَّ بُغِيَ عليه} أي: ظُلم باخراجه عن منزله. وزعم مقاتل أن سبب نزول هذه الآية أن مشركي مكة لقوا المسلمين لليلةٍ بقيت من المحرَّم، فقاتلوهم، فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوهم في الشهر الحرام، فأبوا إِلا القتال، فثبت المسلمون، ونصرهم الله على المشركين، ووقع في نفوس المسلمين من القتال في الشهر الحرام، فنزلت هذه الآية، وقال: {إِن الله لعفوٌّ} عنهم {غفور} لقتالهم في الشهر الحرام.
قوله تعالى: {ذلك} أي: ذلك النصر {بأنَّ الله} القادر على ما يشاء. فمن قُدرته أنه {يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل وأنّ الله سميع} لدعاء المؤمنين {بصير} بهم حيث جعل فيهم الإِيمان والتقوى، {ذلك} الذي فعل من نصر المؤمنين {بأن الله هو الحقُّ} أي: هو الإِله الحق {وأنَّ ما يَدْعُون} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: {يدعون} بالياء. وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: بالتاء، والمعنى: وأنَّ ما يعبدون {من دونه هو الباطل}.


قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً} يعني: المطر {فتصبح الأرض مخضرَّة} بالنبات. وحكى الزجاج عن الخليل أنه قال: معنى الكلام التنبيه، كأنه قال: أتسمع، أنزل الله من السماء ماءً فكان كذا وكذا. وقال ثعلب: معنى الآية عند الفراء خبر، كأنه قال: اعلم أن الله ينزِّل من السماء ماءً فتصبح، ولو كان استفهاماً والفاء شرطاً لنصبه.
قوله تعالى: {إِن الله لطيف} أي: باستخراج النبات من الأرض رزقاً لعباده {خبير} بما في قلوبهم عند تأخير المطر. وقد سبق معنى الغني الحميد في [البقرة 267].

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9